
تسبب المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، في حرمان النصر من الوصول إلى نهائي القرن في دوري أبطال آسيا للنخبة، أمام أهلي جدة، بعدما كرر خطيئة مواطنه كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد.
وخسر النصر أمام كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 2-3، اليوم الأربعاء، على ملعب الإنماء، في الدور نصف النهائي من بطولة النخبة.
هزيمة النصر جاءت بعدما كرر مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي أخطاء التي ارتكبها في المباراة الماضية ضد يوكوهاما مارينوس الياباني، وكذلك خطأ مواطنه كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال في مباراة الكلاسيكو الأخيرة ضد برشلونة.
مفاجأة لاجامي
وظهرت الأخطاء منذ البداية، حين قرر بيولي خوض مباراة كاواساكي الياباني بنفس التشكيلة التي فاز بها على مواطنه يوكوهاما مارينوس، السبت الماضي، دون إجراء أي تغيير.
أصر المدرب الإيطالي على الدفع بعلي لاجامي في التشكيلة الأساسية، رغم جاهزية المدافع الإسباني إيميريك لابورت، وخبرته في تلك المواجهات الحاسمة.
المدافع الإسباني يتميز أيضًا بقدرته على التمرير، وهو ما كان سيساعد النصر على الخروج من الخط الخلفي، بعكس لاجامي الذي قدم بعض التمريرات الخاطئة التي ورطت الفريق.
ولم يدرك بيولي خطأه سوى في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، عندما أخرج لاجامي وأشرك لابورت بدلًا منه، ولكن بعد أن كان الفريق متأخرًا بهدفين لهدف.
انتحار جديد
دفع بيولي بنفس التشكيل كان مؤشرًا على عدم قراءته للفريق المنافس، رغم أفضليته الواضحة على يوكوهاما الذي هزمه النصر برباعية بسهولة.
في المباراة الماضية، كان ما فعله بيولي بمثابة "الانتحار المدروس"، حيث أقدم على إشراك الرباعي الأمامي، دوران ورونالدو وأوتافيو وماني، مع انطلاقات الظهيرين المستمرة، وتقدم بروزوفيتش بشكل دائم.
هذه الطريقة جعلت علي الحسن وحيدًا في قلب الملعب أمام الثنائي الدفاعي، لكن ضعف يوكوهاما حال دون استغلال تلك الثغرة الواضحة.
في المقابل، بدا كاواساكي مستعدًا للانقضاض على "انتحار النصر" من قلب الملعب، فسجل إيتو هدفًا من تسديدة من القلب دون رقابة، وأحرز أوزيكي هدفًا آخر بعد انطلاقة عنترية لزميله من وسط الملعب.
خطيئة أنشيلوتي
يوم السبت الماضي، وبينما كان النصر يدك شباك يوكوهاما برباعية، كان ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي يخسر لقب كأس ملك إسبانيا أمام الغريم التقليدي برشلونة.
الهدف الثالث لبرشلونة الذي سجله جول كوندي جاء بعدما أعاد أنشيلوتي لاعب وسطه الفرنسي أوريلين تشواميني كقلب دفاع (بعد إصابة روديجر)، تاركًا وسط الملعب بدون ارتكاز دفاعي واضح.
واستغل كوندي تلك الثغرة، وانقض على تمريرة لم تصل من لوكا مودريتش لزميله إبراهيم دياز، فخطف الكرة وسدد وسجل الهدف الثالث.
وبدلًا من التعلم من هذا الخطأ، فقد كرره بيولي، وكان هدف كاواساكي الثاني نموذج طبق الأصل من هدف كوندي، عندما فشل الظهير نواف بوشل في الوصول للكرة بوسط الملعب، ليخطفها الفريق الياباني وتنتهي الفرصة بالتسجيل.
ولم يكتفِ بيولي بذلك، بل أقصى لاعب وسطه الدفاعي الوحيد علي الحسن في نهاية الشوط الأول، وأشرك أنجيلو بدلًا منه، ليلعب كجناح، ويعود أوتافيو صاحب المهام الهجومية كلاعب وسط ثانٍ بجوار بروزوفيتش.
واعتقد المدرب الإيطالي أن كثرة اللاعبين الذين يجيدون الاستحواذ على الكرة في وسط الملعب سيمنحه الأفضلية، وكان ذلك صحيحًا في الحالة الهجومية، لكن بدون محور وسط قادر على استخلاص الكرة، تحولت هجمات الفريق الياباني إلى أفلام رعب على دفاعات النصر، حتى سجل منها الهدف الثالث الذي قتل المباراة.
عشوائية بيولي
بعد الهدف الثالث، لجأ بيولي إلى نظرية أخرى لأنشيلوتي مع ريال مدريد، وهي الفوضى التكتيكية، من خلال زيادة النجوم في الملعب، بدون أدوار تكتيكية محددة.
دفع بيولي بأيمن يحيى وويسلي تيكسيرا بدلًا من مارسيلو بروزوفيتش وسلطان الغنام، ليتحول نواف بوشل إلى ظهير أيمن، دون وضع لاعب محدد في الجبهة اليسرى.
أصبح النصر يمتلك 4 أجنحة في الملعب، وهم أنجيلو وويسلي وماني وأيمن يحيى، مع المهاجمين رونالدو ودوران، وصانع الألعاب أوتافيو، مع ظهير واحد ومدافعين.
ورغم نجاح أيمن يحيى في تسجيل هدف تقليص الفارق، لكن الهدف نفسه جاء بمجهود فردي بحت، من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، دون وجود أي شكل جماعي للفريق.